ابي ذرالفنان مرتبة الشرف
عدد الرسائل : 128 العمر : 47 المزاج : عال العال السٌّمعَة : 2 نقاط : 150 تاريخ التسجيل : 19/08/2008
| موضوع: سبعة ايام في بغداد - حمودي مو ابنّه///// كتابات - مهدي الوائلي السبت فبراير 28, 2009 2:36 pm | |
| بدون مبالغة فان حمودي هو الاكثر شهرة في العراق اينما ذهبت اسمع العراقيين يتكلمون عن حمودي كلما قابلت اصدقاء وجدتهم يتبادلون اطراف الحديث عن حمودي فهذا يتكلم عن علاقة حمودي بالامريكان ومدى حبهم له وانهم يثقون به اكثر مما يثقون بالعراقيين وذاك يتحدث عن شجاعة حمودي في مواجه الارهاب واخر ينتقد حمودي ويقول انه يخدم الامريكان ولا يساعد العراقيين، ركبت احد الكيات فوجدت اغنية حمودي مو ابنّه وفي طريق العودة ركبت سيارة اجرة (تكسي) واذا بسائق التكسي يستمع الى اغنية حمودي مو ابنّه سالته باستغراب شديد من هو حمودي فاجابني بكل سخرية (اكو عراقي ما يعرف حمودي) قلت له انا لا اعرف حمودي فاجابني (بسيطة باجر تعرفه). قلت مع نفسي اين وسائل الاعلام من شخصية مهمة مثل شخصية حمودي لماذا لم نسمع ولم نرى له اي لقاء او ندوة او حتى خبر قصير في شريط الاخبار كيف لشخصية كارزماتية كهذه استطاعت ان تبقى بعيدة عن انظار عشرات الصحف والمجلات والمحطات الفضائية العراقية انه شيء محيّر فعلا، اسئلة كثيرة بدأت تدور في ذهني هل هو مسؤول في الدولة ام عضو برلمان او ربما عضو مجلس بلدي، وهل هو شخصية مهمة الى هذا الحد بحيث يصعب على الصحفيين مقابلته ام هو شخصية متواضعة الى حد كبير بحيث ينئى بنفسه عن كامرات الصحافة بالرغم من الشهرة التي يتمتع بها بين العراقيين. خطرت ببالي فكرة جهنمية وهي ان ادخل مع حمودي في قائمة انتخابية نطلق عليها اسم قائمة حمودي والمستقلين وبالتاكيد مع الشهرة التي يتمتع بها حمودي فان الفوز سوف يكون حليفنا لذلك قررت ان اقابل حمودي واقنعه بالفكرة ومن هنا بدأت رحلة البحث عن حمودي حيث اكد لي الجميع انها مهمة سهله وانه يمكن رؤية حمودي كل يوم فهو متواجد اين ما تواجد الامريكان وما اكثر الامريكان في شوارع بغداد. اول ايام البحث عن حمودي كان صعبا للغاية فالجميع يرى حمودي الا انا لا اراه، الجميع يتحدث الي انظر حمودي هناك هذا حمودي مر بجانبنا وفي واحدة من اغرب الحالات اثنان من اصدقائي اكدوا لي انهم يرون حمودي في مكانين مختلفين في نفس الوقت مع العلم انني لم اره في الحالتين عندها بدأ الشك يساورني فقد يكون حمودي اكثر من حمودي واحد او ممكن ان يكون حزب اسمه حزب حمودي، استمرت ذلك وبينما انا واقف مع اصدقائي صرخ احدهم نزل حمودي الى الشارع عندها انفض الجميع من حولي هربا الا انا تسمرت في مكاني ابحث عنه ولا اراه فقررت ان اناديه باعلى صوتي .... سيد حمودي سيد حمودي ..... عساه ان يسمعني ولكن لا احد يجيب. في خضم هذه الفوضى اقترب مني طفل لم يتجاوز العقد الاول من عمرة وقال لي (عمو هذا حمودي كدامك) واسرع هاربا، فور رؤيتي لحمودي لم اشعر بقدماي وهي تسابق الريح هربا تاركا ورائي احلاما تبخرت وامالا اندثرت فلا فوز مفترض في الانتخابات ولا قائمة انتخابية تدر علينا المال والشهرة لقد ضاع كل شيء، بالنسبة لي فان حمودي كان رمزا وهو يستحق ذلك فعلا فكل الحديث الذي سمعته عن حمودي كان صحيحا الجميع صادقين فهو برفقة الامريكان دائما وهم يحبونه ويخافون عليه اكثر من خوفهم على المدنيين العراقيين لذلك فهو ابن الامريكان بالاضافة الى انه يقاتل الارهاب بشجاعة، لكن صدمتي كانت قاسية لانه وبكل بساطة لم يكن حمودي سوى الانسان الالي الذي يفكك العبوات الناسفة. اخر المطاف فقد تبين ان حمودي شخصية انفجارية لا اعتبارية وقد اطلق العراقيون اسم حمودي عليه لشدة تعلق الامريكان به فهم لا يفارقونه وموجود على ظهر بعض مدرعاتهم واذا وجدوا ان العبوة الناسفة ممكن ان تؤذي حمودي يسحبونه ويتركون العبوة الناسفة تفتك بالعراقيين. | |
|